عمعموت ( آمت ) آكلة الموتى |ميثولوجيا الفراعنة| - Myths and Tales

مدونة Myths and Tales ! هنا ستجد الأساطير والقصص المذكورة في مختلف الحضارات من جميع أنحاء العالم , و الظواهر الخارقة للطبيعة , بالإضافة للعديد من المواضيع المشوقة

عمعموت ( آمت ) آكلة الموتى |ميثولوجيا الفراعنة|

عمعموت ( آمت ) آكلة الموتى |ميثولوجيا الفراعنة|

شارك المقالة
عمعموت ( آمت )


عمعموت ( آمت )

   عالم الأموات بالإضافة إلى الحياة بعد الموت مصطلحان أشتهرا كثيرا في الميثولوجيا الفرعونية ، فالمعتقدات و الطقوس المتعلقة بالموت كانت تمثل جانب من الحياة اليومية للمصريين القدامى ، و لعل هذا سبب واضح لتعدد الآلهة الفرعونية المرتبطة بالموت .

   اليوم سنستكشف الأسطورة المتعلقة بالمخلوق آكلة الأموات آمت و قد تنطق عميمت أو عمعموت .
   
   أول ظهور لهذا المخلوق في التاريخ كان في كتاب الأموات ، مجموعة من النصوص مكتوبة على لفائف ورق البردي ، يوضع في التابوت مع الميت لمرافقته في رحلته للعالم الآخر ، حيث يقال أنه يساعد الموتى على المذاكرة و حفظ أسماء الآلهة المهمين أثناء تواجده في القبر.

   آمت كانت مخلوقا هجينا مخيفا بجسد مكون من ثلاث حيوانات مختلفة ، حيث كان لها رأس تمساح ، فيما قُسم جسدها و أطرافها إلى قسمين ؛ الجزء الأمامي من أسد أو نمر  ، أما الجزء الخلفي فقد كان عبارة عن جسد فرس النهر ، و قد مثلت بإتحاد هذه الحيونات تجسيد لأكثر الحيوانات التي كان المصريين القدامى يهابونها ، التماسيح ، الأسود و أفراس النهر .

   تقول الأسطورة أن آمت كانت تتواجد في المحاكمة التي تمر بها الروح في رحلتها بين الحياة و الموت ، و التي تقام في غرفة حساب الحقيقتين إلى جانب إله الحكمة تحوت الذي يقوم بتدوين المحاكمة ، بالإضافة إلى أوزيريس إله البعث و الحساب ، مهمة آمت كانت إلتهام قلوب الموتى الذين فشلوا في إجتياز المحاكمة بنجاح ، و التي هي عبارة عن تقييم لقلب الميت إن كان صافيا و نقيا فسيمح لصاحبه بالدخول لمملكة الموتى ، أما إذا كان قلبه أسودا و مثقلا بالذنوب و الخطايا فتقوم آمت بإلتهام قلب ذلك الميت و تظل روحه تائهة في الفراغ  للأبد و يُمحى من الوُجود ، و يتم هذا التقييم من خلال وضع القلب في كفة ميزان و في الكفة الأخرى توضع فيه ريشة إلهة الحق و العدل ماعت ، فإن كان القلب أخف من الريشة فهذا يعني أن الميت قد عاش حياة صالحة سوية و مستقيمة تتفق مع الماعت و سيجتاز الإمتحان ، أما إذا كان القلب أثقل من الريشة فمعناه أنه كان جبارا عصيا و سيفشل .

   يُقال أن المصريين القدامى كانوا يخشون الموتة الثانية أكثر من الأولى لأنه فور أن يتم إلتهام قلبك من طرف آمت لن يمكنك فعل أي شيء ، و ستتعذب روحك بدون توقف و إلى الأبد تائهة في الفراغ.

   إذا مهمة آموت كانت تطهيير عالم الموتى و ذلك عن طريق السماح للأشخاص ذو القلوب النقية فقط بالعبور و الولوج إلى العالم الآخر ، و قد كانت تمثل للمصريين القدامى أسوأ مخاوفهم و كوابيسهم و كانت سببا لتذكيرهم دائما بالعيش و التصرف وفق مبادىء إلهة الحق و العدل ماعت . و رغم أن أمت سميت بالشيطان أو العفريت إلا أنها كانت في الواقع تحارب من أجل الخير و تطبيق القانون ، كما أنها لا تتصرف من تلقاء نفسها و إنما تنفذ أوامر الآلهة فقط لمعاقبة العصاة و الجناة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي

المتابعون

الصفحات