التينغو
تتعتبر مخلوقات التينغو ( الكلاب السماوية ) أحد المخلوقات الأكثر شهرة و شعبية في الفولكلور الياباني ، و يمكن ملاحظة ذلك في الأقنعة الحمراء ذات الأنف الطويل التي يرتديها اليابانيين في المهرجنات الشعبية ، هذه الأقنعة ترمز للتينغو . اليوم سوف نتعرف على أصل مخلوق التنيغو بالإضافة إلى المكانة التي يحتلها في الميثولوجيا اليابانية.
أول ضهور لها كان في نيهون شوكي التي يمكن ترجمتها إلى العربية بوقائع اليابان و هي سجلات تاريخية تحتوي على الأعمال الكاملة في الأدب الكلاسيكي الياباني و هي من الكتب الهامة في دراسة التاريخ الياباني و الأثار الثقافية و الشعبية لهذا البلد .
اختلف و صف التنغو من رواية لأخرى إعتمادا على الزمن الذي ذكرت فيه ، ففي بعض الرويات أعتبرت التينغو على أنها مخلوقات خبيثة و عدوانية موذية للبشر ، و في روايات أخرى قيل أنها مخلوقات هادئة و مسالمة ، و ذكر أيضا بأنها يوكاي عادية و هي مخلوقات أسطورية في الفولكلور الياباني ، لكن في الأصل التينغو كانت تعتبر كامي و هي آلهة في معتقدات الشينتو اليابانية .
عموما عند الحديث عن هذه المخلوقات الأسطورية يتم تقسيمها إلى فئتين ؛ فئة كونوها تينغو (konoha tengu) و التي تتصف بشكلها القريب للإنسان و بأنفها الطويل ، و في الجهة الأخرى نجد كاراسو تينغو (karasu tengu) و التي تتصف بخصائص الطيور ، أو بالأحرى طائر الغراب فكراسو بالعربية تعني غراب.
تقول الأسطورة أن التينغو كانوا محاربيين أشداء خارقين للعادة و خبراء في الفنون القتالية ، يقال أنهم كانوا يعيشون في قلعة ما في الغابات المظلمة في جبل كوراما المتواجد في جنوب مدينة كيوتو ، و يقال أيضا أن العديد من المحاربين من الساموراي أو غيرهم كانوا يتوجهون دائما إلى قلعة التينغو لمبارزتهم و الحصول على موهبتهم في القتال إن تمكنوا من هزيمتهم ، و في هذا السياق هناك قصة عن الساموراي الأسطوري ميناموتو نو يوشيتسوني الذي زار قلعة التينغو و قام هناك بالتدرب على يد ملك التنغو سوجوبو للحصول على القوة اللازمة ، سعيا منه للإنقلاب ضد عشيرة التائيرا و زعيمها تائيرا نو كيوموري ، لكن بائت محاولة الإنقلاب بالفشل و تم وضع يوشيتسوني تحت الإقامة الجبرية في أحد الأديرة البوذية.
الرأي العام حول طبيعة التينغو تغيرت كثيرا خلال تاريخ اليابان ، ففي البداية أعتبر تواجدهم مؤذ و معارض للبوذية بسبب طباعهم العدوانية و الشرسة ، لكن بعد ذلك و تحديدا في القرن 17 تم إعتبار التنغو على أنهم حراس الكتابات البوذية المقدسة .
ولاتزال مخلوقات التينغو بارزة حتى يومنا هذا في فولكلور اليابان الحديثة ، و قد تم إدراجها في الأدب و الإعلام حيث ساهمت في إثراء الثقافة والفولكلور الياباني .
مقال جميل جدا
ردحذف